الشبيحة من هم ؟ آل الأسد و سياسة العبودية و تنصيب بشار بمرتبة الآلهة

الشبيحة من هم ؟ آل الأسد و سياسة العبودية و تنصيب بشار بمرتبة الآلهة

إذا نظرنا إلى مظاهرات التأييد الأخيرة, نلاحظ التنافس بين المتظاهرين و غالبيتهم من الأطفال و اليافعين للظهور على الكميرا التي تصورهم مع التلويح باللافتات الجاهزة, و السبب أنهم يقومون بتأدية مهمة الهتاف لا أكثر. فعندما تصدر الأوامر بجمع كل الطلاب بالمدارس و الجامعات و الموظفون بكل نقابات الدولة يتم عمل تفقد اسمي للكل للتأكد من حضورهم و تحت التهديد و الوعيد بالفصل أو بالعقوبات الحزبية أو الاتهام بالخيانة و المعارضة و بالتالي من الممكن أن يتم اعتقالهم.

توضيح كيف يتم إجبار المستضعفين على السجود لتقبيل صورة بشار

يعلم الطلاب مثلاً أن هناك مهمة بانتظارهم (طالعين مظاهرة) و هي الذهاب و الهتاف و تأدية الدور بالقفز و التنافس للظهور على الكميرا. فالمهم لدى النظام هو توثيق هذه المظاهرات و تصويرها لعرض سيطرتهم و الافتخار بها, بأن لديهم عبيداً و أنهم قادرين على جعلهم يفعلون و يقولون ما يؤمرون به دون أي اعتراض. طبعاً نفس الكميرات التي تصور أي صوت معارض يتم مصادرتها فوراً و منعها من الاقتراب واعتقال اصحابها و اتهامهم بالتجسس و العمالة لإسرائيل. كما أثبتت الفديوهات التي تم تسريبها عن مظاهرات المطالبة بالحرية و الإصلاح و التي لم يأت الإعلام السوري على ذكرها أو حتى التلميح لها.

إن المظاهر و (شوفة الحال) لدى هذا النظام هو أمر بالغ الأهمية, فبعد المطالبة بالإصلاحات و قيام المظاهرات المنددة بهم لم يرضوا على أنفسهم الاعتراف بأنهم رضخوا لإرادة هذا الشعب فعملوا مسرحية ليغيروا المشهد من تنفيذ لمطالب الشعب إلى أن الشعب يؤيدهم و لا يوجد معارضة و لا أحد طالب بشيء و لكن هم تمننوا و تكرموا على هؤلاء العبيد بهذه الأصلاحات و بالمقابل الشعب سيذوب في هذا الكرم و العطاء و يزداد عبودية و ولاء لا نهاية لهما و إلى الأبد.

نلاحظ المبالغة الملحوظة بالأناشيد و الهتافات التي تجعل من بشار (إله) يتم فداءه بالروح و بالدم, في ظاهرة ملفتة تعود بنا لأيام الديكتاتور الأب حافظ. عندما كان من بين الهتافات التي يهتف العبيد بها لحافظ (يا الله حلّك حلّك خلّي الأسد محلك) و هنا يبدو أن المخرجين لهذه المظاهرات هم ذاتهم في كلا الزمنين أيام حافظ و الآن. مع العلم أن بشار قد ورث السلطة و معها (الشعب الجاهز) الذي تلقن مفهوم الخنوع و الهتاف الأعمى لكل من يستلم الحكم. يعني إذا نزعنا الآن بشــــــار و قمنا بوضع حمار مكانه سيتابع الشعب نفس الهتافات لأن الشعب يقوم بتأديه مهمته المجبر عليها دون اعتبار للشخص الذي يتم الهتاف له.

إن هذه الهتافات تدل على عدة أمور جوهرية. المبالغة المفرطة بالمعاني و التي تصل إلى وضع بشار في رتبة الآلهة و ربما أعلى بالإضافة إلى مبايعته إلى الأبد تدل على أن من يدير هذه المسرحية يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف النفسية و المعنوية التي يريد زرعها في عقل المواطن السوري. أهمها توصيف الرئيس و وضعه بمنزلة الخالق بالوحدانية و بوجوب فدائه بالنفوس قسراً أي هم يجبرون الناس على كسر نفوسهم و كرامتهم نتيجة الخوف من العقاب و هذا له آثار نفسية خطيرة على الإنسان.

فإن إجبار إنسان مؤمن بالله على ترديد ما يعاكس قناعاته و بشكل متكرر يشعره بالحزن و الكآبة الشديدتين, و عدم تمكنه من عمل شيء يوصله إلى مرحلة الاستسلام و اليأس من ذاته و من الحياة و انعدام الثقة بالنفس. فتصبح حياته بلا طعم و تصبح نظرته لذاته كلها احتقار و خيبة بأنه عاجز لا يمكنه أن يقوم بشيء. هذه هي السياسة التي يتبعها النظام منذ 41 عاماً و هي كسر نفوس البشر.

فإما أن ترضى بالذل و الإهانة و العبودية و تسلم بها ديناً أو يكون مصيرك الاعتقال لك و لأهلك و تجريدك من انسانيتك في المعتقلات و السجون و أن تقضي بقية عمرك هناك إلى أجل غير مسمى. إنها سياسة تحويل الشعب إلى عبيد بكل معنى الكلمة.عبيد لإله وحيد لا يجوز التفكير بغيره أو الإشراك به مدى الحياة. يخرجون للهتاف بتأييده و فدائه بالروح و الدم وقت يطلب منهم دون اعتراض. لا يجرؤون على المطالبة بأبسط حق من حقوقهم لأن إلههم لديه الحق بأن يقتل و يسلب و ينهب و يتحكم بهم كما يشاء دون حساب و من يفتح فمه يكون كافر يستحق الموت و أشد أنواع العقاب. كما سمعناها من شبيحة آل الأسد عندما ترفس و تعتدي على مدير الجامعة و تقول له كيف لك أن تتطاول على أسيادك بيت الأسد.

موضوع رااع ويستحق المشاهد
اخوك محمد راجح