المخرج هو التغيير وإذا وجدت النية الصادقة للخروج من هذا المأزق

فإننا لن نحتاج لتدخل دول الخليج .

> أشار البرلماني عبدالعزيز أحمد جباري المستقيل من الحزب الحاكم، والناطق الرسمي باسم تنظيم العدالة والبناء إلى أن الصيغة الأخيرة للمبادرة الخليجية بدت وكأنها صيغت بأيادي يمنية وليست خليجية، مجدداً تأكيده على أن التغيير هو المخرج من الأزمة الراهنة، وأنه إذا ما توفرت النية الصادقة للخروج من هذا المأزق فإنه ستحل الكثير من القضايا حتى لو لم تتدخل دول الخليج، وذهب جباري في سياق حوار صحفي مع "البلاغ" إلى أن مجلس النواب هو عبارة عن صورة لتجميل النظام وإصباغ المشروعية على أعمال السلطة غير الصحيحة، وقال بأن ثورة الشباب أعادت للوحدة اليمنية إعتبارها، وأشعرت المواطن اليمني بالصورة الحقيقية لها، مشيراً إلى أن أبناء المحافظات الجنوبية أكثر وحدوية من الآخرين الذين قال بأنهم إنفصاليون بالممارسة، فهم يرفعون شعارات وحدوية ولكن ممارساتهم إنفصالية، وأشار إلى أن الوحدة إذا كانت مبنية على الظلم والإستبداد وقهر الناس وأخذ حقوقهم فإنها ليست وحدة، وانتقد جباري إعطاء أية ضمانات لرموز النظام الفاسد، وقال بأنه من الإجحاف والظلم والخطيئة إعطاء ضمانات لمن نهبوا الأموال العامة وخالفوا النظام والدستور وقتلوا الناس بغير وجه حق، وفيما يلي تفاصيل هذا الحوار..

< حاوره/ عبدالفتاح علي البنوس

> ما الذي دفعكم إلى تأسيس تنظيم العدالة والبناء؟، وما مصير كتله الأحرار البرلمانية؟

>> الحقيقة أننا عدد من أعضاء مجلس النواب قمنا بتقديم إستقالاتنا من المؤتمر تعبيراً عن إحتجاجنا على التصرف غير المسؤول تجاه المحتجين في محافظة عدن وإطلاق النار عليهم وقتل وإصابة العديد منهم، وهو ما دفعنا إلى الإستقالة؛ لأننا نرفض مثل هذه الممارسات الدموية، بعدها أتت ما يسمى بجمعة الكرامة وما حصل فيها من إطلاق النار على إخواننا المعتصمين في صنعاء وما خلفه ذلك من مذبحة بشرية بشعة وما تلى ذلك من استقالة عدد كبير من أعضاء مجلس النواب والشورى وبعض الإخوة الوزراء وأيضاً قيادات في المؤتمر الشعبي العام، حينها فكرنا كبرلمانيين في تشكيل تكتل أطلقنا عليه كتلة الأحرار البرلمانية وكنا حينها حوالى »15« برلمانياً، ومع استمرار تقديم الإستقالات من المؤتمر من قبل قياديين في المؤتمر وبعض الوزراء وبعض الشخصيات التي نحترمها فكرنا بالإنتقال من الكتلة إلى تنظيم سياسي من أجل العمل في إطاره، فأنشأنا تنظيم العدالة والبناء، وبعض الإخوة في كتلة الأحرار دخلوا في إطار التنظيم الجديد والبعض فضَّــل التريث لفترة معينة حتى تتضح الرؤية والمجال لا يزال مفتوحاً سواء للإنضمام إلينا أو لتأسيس تنظيمات وأحزاب جديدة.

> هناك من تحدث عن انشقاقات داخل كتلة الأحرار أدت إلى تأسيس تنظيم العدالة والبناء؟.

>> هذا كلام غير صحيح، ولا يوجد أي إنشقاق، وهذه عبارة عن فقاقيع إعلامية موجهة نربأ بأنفسنا عن الرد عليها.

> وإلى أين وصلتم في إشهار تنظيم العدالة والبناء؟.

>> كما تعرفون بدأنا بالإشهار عبر الإعلان عن تأسيس هذا التنظيم الجديد، حيث تم عقد إجتماع وكوَّنا لجنة تحضيرية من »100« شخصية وتم انتخاب الرئيس ونوابه، وأنا ناطق رسمي والآن نحن في مرحلة فتح باب الإنتساب وإن شاء الله فور الإنتهاء سنتقدم رسمياً وبشكل قانوني إلى لجنة شؤون الأحزاب من أجل إكمال الإجراءات القانونية.

> هل ستنضمون إلى تكتل اللقاء المشترك أم سيكون لكم تكتل مستقل؟.

>> نحن تنظيم وسطي ونؤمن بحق الناس جميعاً في الحياة، ونحن سنتعامل مع الآخر، وليست بيننا وبين أية جهات أو أي مكون سياسي أية حساسية، ولذا نقبل بالجميع ونتعامل مع الجميع في إطار الدستور والقانون.

> مستعدون للتعامل مع المؤتمر الشعبي العام؟.

>> مستعدون لأن نتعامل مع أية شخصية يمنية لم تمتد يدها لنهب المال العام، وفي حدود المصلحة العامة.

> أستاذ/ عبدالعزيز ما مدى مشروعية مجلس النواب الحالي، وخصوصاً أن لديكم تصريحات تصفونه من خلالها بأنه غير شرعي؟!.

>> للأسف الشديد مجلس النواب من السابق هو عبارة عن صورة لتجميل النظام وإعطاء انطباع لدى الخارج بأن لدينا مجلسَ نواب هو الذي يقوم بدوره المفترض حسب الدستور، والحقيقة غير ذلك، فمجلس النواب ما قبل هذه المرحلة لم يقدم شيئاً للوطن، وكان بالإمكان أن يقدم شيئاً، أما في هذه المرحلة الراهنة فأنا أعتقد أنه يقوم بدور لا يخدم المصلحة العامة، والدليل ما حصل من تصويت على الكثير من القروض والإتفاقيات المجحفة بحق اليمن والتصويت على صفقة بيع الغاز المسال وغيرها من القضايا، والتي كان آخرها التصويت على إعلان حالة الطوارئ والموافقة على ذلك طبقاً للقانون، على الرغم أنه لا يوجد قانون للطوارئ وتم التصويت بالمخالفة بنصاب غير مكتمل، مما يدل على أن المجلس يقوم بدور لا يخدم المصلحة العامة، والهدف منه هو إصباغ الشرعية على أعمال غير صحيحة.

> ما دام الوضعُ على هذه الكيفية فلماذا لم تقدم إستقالتك من البرلمان؟.

>> أنا أعتقد لو أننا وصلنا إلى قناعة بأن مصلحة الوطن هي في تقديم إستقالتنا من البرلمان فإننا لن نتردد، ولا توجد لدينا مشكلة، لكن كما تعرف إخواننا لا يهمهم إكتمال النصاب حتى ولو اجتمع مجلس النواب بخمسة أفراد ممكن يصوتوا على أي شيء.

> بالإنتقال إلى محور ثورة الشباب كيف تنظرون إلى هذه الثورة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على اندلاعها؟.

>> المتابع لما يجري في الساحة اليمنية يلاحظ أن هناك زخماً كبيراً في كثير من الساحات، وأنا زرت العديد من الساحات على مستوى الوطن ولمست بأن هناك أعداداً تتزايد، وهناك قناعات تترسخ لدى الكثير من الناس بأنه لا بد من التغيير، وفي المقابل هناك في الطرف الآخر مماطلة، وهناك تآكل داخل النظام مقابل المزيد من التماسك والقوة والتكاثر في الجانب الآخر، وأعتقد أن الثورة القائمة اليوم لا بد أن تنتصر وتحقق أهدافها؛ لأنه لو قدر الله وتم إجهاض الثورة فإن نتائج ذلك ستكون كارثية على مستوى الوطن، وما دام المجتمع اليمني المسلح خرج إلى الشوارع والساحات وهو يناضل بشكل سلمي، ويُقتل ويُضرب في الميادين دون أن يكون له أية ردة فعل عنيفة رداً على تلك الممارسات، بل على العكس يستمر في النضال السلمي، وأعتقد أننا أعطينا إنطباعاً رائعاً عن الشعب اليمني ولا يجوز أن نفرض على الشعب اليمني خيارات أخرى؛ لأنه لو قدر الله وتم إجهاض هذه الثورة فإن الوضع سيتغير وبشكل كبير وتراجيدي.

> إطالة عمر الثورة الشبابية ألا يقود عملياً باتجاه إجهاضها وإفشالها؟.

>> من وجهة نظري لهذا الأمر جوانب إيجابية وسلبية، ففي الجانب الإيجابي فإن إطالة عمر الثورة سيسهم في نضوج الثورة وتكوين مجتمع فيه قيم ومبادئ تتشكل في الساحات وعند كثير من الناس عابقة بالتحرر وتواقة نحو المستقبل الأكثر إشراقاً، ومعرفة الكثير من الشخصيات والجهات ومن مع الثورة ومن ضدها؟، ومن الذي لديه أهداف ومبادئ نبيلة؟، ومن الذين يمكن أن يبيع ويتاجر بمبادئه؟، ومن الذي يتراجع؟، ومن الذي يصمد؟، وهذه هي من الإيجابيات، ومن السلبيات هناك أناس ربما يفكرون بطرق أخرى وحلول أخرى؛ لأن الإستمرار في العمل السلمي في ظل وجود عنف مضاد يولد ردود أفعال لدى كثير من الناس، وَربما يعني لا سمح الله تخرج الأمور عن السيطرة ويكون ردود أفعال غير صحيحة، وكما تعرف يا أخي لو تلاحظ محافظات مأرب وشبوة والجوف وصعدة وكثير من إخواننا في المحافظات هم متواجدون في الساحات بدون أسلحة رغم أن لكل واحد منهم سلاحه ولديهم مشاكل وقضايا ثأرات وقضايا لا تحل إلاَّ عبر فوهات البنادق، ولكنهم تركوا الأسلحة ونزلوا إلى الساحات ليس لأنهم لا يجيدون القتال، وإنما لأنهم ملوا من هذا الأسلوب ويريدون أن يتعاملوا تعاملاً حضارياً وبناء الدولة اليمنية الحديثة المنشودة، وإذا لم يصلوا إلى مبتغاهم فأنا أخشى أن تكون ردود الفعل قوية وكارثية وعلى مختلف الأصعدة.

> ألا ترى معي أن دخول المشترك في معمعة المبادرات أسهم في إطالة عمر النظام بعد أن كان على وشك السقوط؟.

>> هذه أيضاً أرى أن لها سلبيات وإيجابيات، فدخول المشترك وتعامله سياسياً مع السلطة خدم الثورة حتى لا يُعطى إنطباع لدى العالم بأنه لا يوجد على الساحة السياسية في البلد من يتم التفاوض معهم، أو يقود العمل السياسي، وبأنهم عبارة عن مجموعة من الشباب لا رؤية لهم، ولا سياسة لهم، ولا قيادة لهم، وكان لا بد من تحمل المسؤولية، ومن وجهة نظري وربما هي وجهة نظر الإخوة في المشترك أنه إذا وصلوا إلى حلول بما يلبي طموحات الشعب اليمني والشارع اليمني بطرق أقل كلفة فهذا شيء جيد، وإلاَّ فبيَّــنوا للعالم ودول الجوار وللمجتمع الدولي أنهم ليسوا المتعنتين وإنما التعنت قادم من طرف السلطة التي لا تريد أن تصل بالبلاد إلى بر الأمان.

> ما هو رأيكم في المبادرة الخليجية وخصوصاً أن هناك من وصفها بالمؤامرة؟.

>> أعتقد أن المبادرة من وجهة نظري ليست مؤامرة بالمعنى الحرفي، وأنا أعتقد أيضاً أن الإخوة في دول الخليج ليسوا متفقين فيما بينهم كأعضاء في مجلس التعاون الخليجي كحكومات أىضاً، فلديهم تخوفات، ولديهم حسابات، وَربما لديهم علاقات شخصية مع النظام، وهذا كله إنعكس سلباً على دورهم في إدارة المبادرة، وتقديم أنفسهم كجهاز يمكن أن يحتكم الناس عبره للوصول إلى حلول لما يحدث في الوطن، ولكن لو تلاحظ معي وبصريح العبارة كنا نعتقد أن الإخوة في الخليج لديهم من الحصافة والذكاء السياسي ما يمكنهم من تقديم أنفسهم بشكل أفضل، لكني شخصياً اكتشفت بأنهم طيبون وليسوا بذلك التصور السابق، وإلاَّ ماذا يعني تقديم المبادرة الأولى، ومن ثم التراجع عنها وتقديمها بصيغة أخرى، ومن ثم التراجع عن الصيغة الثانية بعدها أعلنوا بأنهم لن يقبلوا بأن يعدل ولو حرف واحد من المبادرة حتى ولو كانت هناك أخطاء لغوية، وفي نهاية المطاف يتم تقديم المبادرة بصيغة جديدة، نحن نعتقد وأنا شخصياً بأنه تمت صياغتها بأياديَ يمنية وليست خليجية.

> يعني أنك ترفض المبادرة الخليجية؟.

>> نحن مع قبول أية مبادرة تخرج الشعب اليمني من محنته، لكن هذه المبادرة لا نتوقع أن تسهم في حل الأزمة، فإذا كانت هذه المبادرة وهذا هو الأسلوب الذي إعتمدت عليه في طرحها فما بالك في التنفيذ لها.

> على ماذا يراهن الرئيس ونظامه الحاكم اليوم؟.

>> أنا أعتقد أنني لو كنت في مكان النظام لعملت على استغلال هذه الفرصة التأريخية والقبول بالمبادرة الخليجية لخروج مشرف لهذا النظام القائم، وأيضاً لحقن دماء اليمنيين، وأرى بأن أية رهانات للرئيس ونظامه خاسرة في ظل هذا الزخم الثوري والشعبي غير المسبوق.

> إذاً أنت مع الصيغة الأخيرة للمبادرة الخليجية؟.

>> بأية صيغة كانت، المهم والأهم هي الخطوات التالية لما بعد المبادرة وبما يصب في مصلحة الوطن.

> إذا وافق المؤتمر على المبادرة الخليجية فمن يقنع الشباب بالموافقة عليها، وخصوصاً أنهم يرفضون أية مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري للرئيس كمطلب رئيسي؟.

>> طبعاً لأنهم يعرفون مسبقاً بأن هذه عبارة عن مماطلة، ولا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، ولكن لو وصلوا إلى قناعة بأن هناك تغييراً سلمياً وخروجاً بكل صراحة وتنحى الرئيس في الموعد الذي حددته المبادرة فربما يقبلون بها، لكن لو تلاحظ أنا إطلعت على الأسماء التي ستوقعُ على المبادرة من السلطة والمعارضة فوجدنا الأحزاب المتحالفة مع المؤتمر ممثلة بـ»15« شخصية أنا أجزم أن كثيراً من الشعب اليمني لا يعرفونهم، ومن تعرفهم هي أسرهم وغالبية أبناء الشعب لا يعرفونهم، ولا يعرفون أن لديهم أحزاباً، وهؤلاء ليست لديهم مقرات ولا يمثلون أحداً، وحضورهم للتوقيع من أجل يقولون في المستقبل أنهم شركاء ولا أحد يعلم ما هي النوايا المبيتة من وراء ذلك، والذي نعرفه عن هؤلاء أن المؤتمر الشعبي العام هو من يصرف عليهم وهم أفرادٌ وليسوا أحزاباً، وأرى بأنه إذا وُجدت النية الصادقة للخروج من هذا المأزق فإنه ستحل الكثير من القضايا حتى لو لم تتدخل دول الخليج.

> هل لديكم مبادرة للإنتقال السلمي والسلس للسلطة؟.

>> يا أخي المبادرات كثيرة والبلاد لا تنقصها مبادرات، وأرى أن الناس لو كانوا صادقين حتى عندما يطرحون هذه المبادرات ممكن أن يتفق الناس على مبادرة معينة، ولكن المهم في نهاية المطاف هل سيتم التغيير؟، وهل ستغادر هذه السلطة؟!.

> يعني المطلوب ضمانات من السلطة والشركاء الخليجيين على تنفيذ بنود المبادرة؟.

>> يا أخي باستطاعة النظام أن يكسب ثقة الناس، وأن يكون له موقف وطني يُحسب له تأريخياً؛ لأنه حقن دماء الناس، وأنا قلتها أكثر من مرة، وكان بإمكان الأخ الرئيس أن يبادر بطريقة معينة ويخرج نفسه ويخرج البلد من هذا المأزق، أما المبادرات فالكثير منها طــُـرحت سواء من قبل السلطة أو المعارضة ودول الجوار والاتحاد الأوروبي والأمريكان، لكن إذا كان الهدف اللعب بهذه الأوراق والتكتيك فأنا أعتقد أننا لن نصل إلى نتيجة إيجابية والنتائج ستكون كارثية ومدمرة.

> هل ترى أن ثورة الشباب نجحت في إسقاط مشروع توريث السلطة في اليمن؟.

>> قضية مشروع التوريث أنا أعتقدُ أنه لم يكن هناك مخطط للتوريث، وإذا كان هناك مخطط للتوريث فهذه كارثة، فإذاً لماذا قامت الثورة؟، ولماذا نتغنى بالثورة لمدة »٠٥« سنة بأننا قضينا على الحكم الوراثي وفي نهاية المطاف نصل إلى حكم وراثي آخر، وأرى أنه إذا كان هناك مخطط وأنا لا أدري بتوريثنا إلى أي شخص، فأنا أعتقد أن هذا من المفروض يضاف إلى النكسات التي حصلت، فمجرد التفكير بالأمر هذا معناه نسفٌ لكل ما قدمه أبناء الشعب اليمني، وتنكر لمبادئ الثورة، وتنكر لدماء الشهداء التي سفكت في كل منطقة من مناطق اليمن في ثورتي سبتمبر واكتوبر، وانقلاب على كل القيم والمفاهيم الخاصة بالحركة الثورية، فإذا كان هناك مشروع توريث فأعتقد أنه ممكن للإنسان أن يورث لابنه مالاً أو تجارة، أما يورث له بشراً فأعتقد أننا في اليمن لم نصل إلى هذا التفكير، وأكرر أنه مجرد التفكير في توريثنا مجرد تفكير فقط جريمة في حقنا وفي حق الجمهورية وفي حق الثورة وفي حق شهداء الوطن.

> كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن بعد إسقاط النظام، وخصوصاً في ظل تداعيات الحراك والحوثيين والقاعدة؟!.

>> المستقبل يعتمد على الله أولاً، ومن ثم على هذه الثورة، وأنا أعتقد أن ما يحصل الآن من إلتقاء حول أهداف معينة ومنها تغيير النظام في كل مناطق اليمن أعاد للوحدة اليمنية إعتبارها، ونستطيع القول بأننا شعرنا بالوحدة الحقيقية في هذه الفترة الأخيرة، وبالنسبة للقضية الجنوبية فينبغي أن نعرف جميعاً أن الإخوة في الجنوب وحدويون أكثر منا، وهذا للإنصاف، ونحن إنفصاليون بالممارسة، نرفع شعارات وحدوية لكن الممارسات إنفصالية.. الإخوان في الجنوب هُضموا كثيراً وهم شخصيات وقادة نعتز بهم واليمن بحاجة إليهم.. يا أخي لا يمكن أن تكون هناك وحدة إذا لم تكن مبنية على العدل والشراكة الحقيقية والشراكة الوطنية، فإذا كانت الوحدة مبنية على الظلم والإستبداد وقهر الناس وأخذ حقوقهم فهذه ليست وحدة، تظل يشعر بها أي شخص أو أية جهة، وأستطيع أقول حتى لو ظللنا في إطار وحدة جغرافية موحدة لكن تجد هذه الجهات وهؤلاء الأشخاص يتحينون الفرصة حتى ينقضُّوا على هذا الوضع، لكن إذا كان هناك عدل وصدق وإخاء في ظل اليمن، ونحن كذلك فلا خوف على الوحدة، وستحل القضية الجنوبية، وبالنسبة لصعدة فهي محافظة يمنية ولنا نسيج إجتماعي واحد، وكلنا ننشد السلام، وكلنا إخوة، وكلنا يمنيون، ولا يوجد لدينا مشكلة، وما هو الأهم هو أنك تحترمني وأنا أحترمك، وتحترم قناعاتي وأحترم قناعاتك، وتفكيري وتفكيرك، يا رجل الإحترام واجبٌ حتى في اختلاف العقائد والأديان واختلاف التفكير فما بالك لنا كيمنيين، وبالنسبة للقاعدة فالكثير من المحللين السياسيين يعتقدون أن القاعدةَ ليست بهذا الشكل المهول الموجود، إذا وُجدت دولة المؤسسات والدولة اليمنية الحديثة ودولة النظام والقانون ستختفي مثلُ هذه الأمراض، أنا أؤكدُ لك أن الشعارات والمشاريع الصغيرة تظهر في ظل اللادولة، أو في ظل الدولة الهشة، أو في ظل دولة اللانظام وقانون، أو في ظل دولة الإستبداد لكن في ظل دولة عادلة، دولة مدنية، دولة فيها دستور يُحترم، وقانون يُطبق على الجميع تختفي مثل هذه الظواهر السلبية.

> على ماذا تراهنون في نجاح الثورة وعدم إجهاضها؟.

>> أولاً: أنا أتحدث عن شخصي والكثير من الإخوة ليس لنا هدف سياسي، وليست لنا مصلحة، ولو كنا ننظر بعين المصلحة لبقينا مع أصحاب المصلحة، فهم لديهم المال والجاه، ولديهم السلطة، وما أسهل أن تكون تابعاً، وما أسهل أن تكون بوقاً، لكننا نرفض أن نكون في هذا الوضع، نحن ننظر للأمور من زاوية المصلحة الوطنية، وبالنسبة للمراهنة فإنه لو لم تنجح الثورة لا سمح الله، وتم تخييري إلى جانب من أكونُ فسأكونُ إلى جانب من ينشدون الحرية والعدالة والتغيير والحياة الكريمة حتى لو تجهض أحلامهم سأكون إلى جانبهم، ولا يمكن أن ننظر إلى قضية مصلحة خاصة، ونظل إلى جانب من يعتقد الناس أن منهم يستفيدون، ومثلما قلت لكم فإن الموجودين في الساحات والكثير من أبناء الشعب ليست لديهم مشاريع خاصة، ولديهم هدف وطني نبيل نحن نتفق وإياهم على تحقيقه.

> إذاً أنتم تراهنون على صبر وثبات الشباب في ساحات التغيير والحرية؟!

>> ثقتنا بالله كبيرة جداً، ونحن نعول على المولى عز وجل في إخراج البلاد من هذا المأزق، ونحن من حقنا الرهان على صبر الشباب، وتكاتف أبناء الشعب لما فيه مصلحة الوطن، ونحن لا نراهن على شخص، أو نعمل من أجل شخص، أو من أجل جهة، نحن نراهن على هدف نبيل، تحقيق العدالة، وإقامة الدولة اليمنية الحديثة، دولة فيها نظام وقانون، دولة فيها يتساوى الجميع، وليست فيها قوى تريد تقسيمَ البلاد، وليست فيها مشاريع صغيرة، وأنا لا أعتقد أن هناك عاقلاً في هذه البلاد لا يريد مثل هذا النظام، ومثل هذه الدولة؛ لأننا يا أخي وبكل بساطة إكتشفنا ونحن في العقد الخامس للثورة بأن كل ما نتغنى به من مؤسسات وجيش وطني، ومن انتخابات وديمقراطية كلام غير صحيح، وهو عبارة عن مؤسسات شكلية أثبتت الأيام أنها ليست موجودة على أرض الواقع.

> يقال بأن هناك أكثرَ من »٠٠٩« شخصية طلبوا ضمانات تكفل لهم عدم ملاحقتهم قضائياً عقب إسقاط النظام.. ما تعليقكم على ذلك؟.

>> أنا قرأت مثل هذا الكلام، لكن أنا أتمنى أن نحصل على الكشوفات هذه؛ لأن هؤلاء هم اللصوص الذين سرقوا أحلامنا ومستقبلنا وثرواتنا، ونتمنى أن نتعرف عليهم، أما بالنسبة لوجهة نظري حول إعطاء الضمانات، فأنا أتصور جازماً أنه من الإجحاف والظلم والخطيئة أن تعطى ضمانات لمن نهب الأموال العامة، ومن خالف النظام والدستور، ولمن قتل الناس بغير وجه حق، لماذا هذه الضمانات؟!!!، ولماذا يقدم هؤلاء على طلب ضمانات ما داموا لم يرتكبوا مثل هذه الأعمال، فلماذا هم خائفون ويطلبون ضمانات ولا زالوا في الحكم؟؟!!!!.. أنت عندما تطلب ضمانة لشخص معين فهذا يعني أن هذا الشخص أو هذه الجهة ارتكبت من الجرائم التي تستدعي أنك تطلب ضمانة مقابل عدم محاكمته، وإذا كان عدد الشخصيات التي طلبت الضمانات من »٠٠٩« إلى ألف شخصية فهذه كارثة؛ لأننا كنا نتوقع أن من يخربون البلد وينهبون ثرواته أقل من هذا العدد بكثير، ولكن هذا العدد الكبير يدفعنا إلى المطالبة بأن يمثلون جميعاً أمام العدالة.

> كيف تنظر إلى تعاطي وسائل الإعلام مع الأحداث الجارية في البلاد؟.

>> للأسف الشديد الكثير من وسائل الإعلام لا تبرز ما يدور داخل اليمن بشكل موضوعي سواء الإعلام الرسمي أو المعارض، فالإعلام الرسمي يعمل من أجل جهة معينة حتى ولو جانب السلطة، فهناك جزء من الشعب اليمني معارض وهذا الجزء من المفترض على الإعلام الرسمي أن لا يعاديه بهذا الشكل، ولا يبرزه بهذا الشكل، ولا يتهمه، والحاصل أن الإعلام الرسمي إنحاز إلى جانب السلطة وهو ملك عام، وأنا أعتقد لو أن الإعلام الرسمي قدم النموذج الأفضل لكان الإعلام الآخر إقتدى به، ولكن للأسف الشديد الإعلام الرسمي أدار العملية بشكل غير لائق، ولا أدري كيف سيكون وضعهم إذا تغيرت الأحوال، شاهدنا في مصر كيف تغير الإعلام الرسمي »180« درجة رغم أنه كان هناك إعلاميون محترمون لمهنتهم، فما بالك بالإخوان الموجودين عندنا، لا أدري كيف سيكون وضعهم وبأي وجه سيقابلون أبناء الشعب.

> ما هو المخرج من الوضع الراهن في اليمن من وجهة نظرك؟.

>> المخرج هو التغيير، ولو حسبناها هل بقاء الوضع على ما هو عليه، أو بقاء النظام فيها مصلحة وطنية أنا من وجهة نظري أقول لا.. وهل إذا ظل الوضع ووصل الناس ولا سمح الله إلى إجهاض الثورة هل سيعود هذا العمل بما يخدم اليمن ومصلحة اليمن بالتأكيد لا.. فالأفضل والأقل كلفة ومن أجل حقن دماء الناس هو تسليم السلطة بطرق سلمية مثل ما نحن متفقون أنا وإياك والكثير من أبناء الشعب اليمني.

> ما هي الكلمة الأخيرة التي تود قولها في نهاية هذا الحوار؟.

>> إننا لسنا ضد شخص معين، وليست لدينا عداوة مع جهة معينة، وليست لدينا مصلحة مع جهة معينة، ولا نحن مع فلان أو علان، نحن ننشد دولة مدنية مثل بقية دول العالم، من حقنا أن نعيش مثل العالم، والهدف بناء الدولة، نحن في اللادولة ونريد أن نشعرَ أننا نعيشُ في القرن الواحد والعشرين، من حقنا أن نعيش بغض النظر أكون مسؤولاً أو مواطناً عادياً في ظل قانون يحميني ويحمي غيري، وفي ظل صحة مكفولة لأطفالي وأطفال غيري، وفي ظل أمن يسود كل مناطق اليمن، وفي ظل دستور نحترمه جميعاً، وقانون يُطبق على الجميع، وفي ظل مواطنة متساوية، هذه هي المطالب التي نتمنى أن تكون موجودة ونحن في هذه الحياة، وهي مطالب جماهيرية وشعبية تسعى الثورة من أجل تحقيقها على أرض الواقع

» فيديو رسائل ميدان التغيير - 16 ابريل | ساحة التغيير | ثورة اليمن
» فيديو شهداء التغيير باليمن بالصور مع انشوده | رحمهم الله | ساحة التغيير
» اسماء حركات وائتلافات شباب التغيير في اليمن | المجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير
» التغيير
» كيف سيتم التغيير ؟